كان (فرنسا) – أعلن منظمو مهرجان كان في 13 أبريل/نيسان الماضي عن 18 فيلما مشاركا في السباق نحو السعفة الذهبية.
وكما في كل عام تقريبا، عادوا بعد بضعة أيام فأضافوا أفلاما أخرى ليصبح العدد الإجمالي للأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية 21.
والأفلام الإضافية هي “سكين في القلب” للمخرج الفرنسي يان غونزالس ومن بطولة الممثلة والمغنية فانيسا بارادي، وفيلم “أيكا” للروسي سيرغي دفورتسيفوي الذي فاز فيلمه “تولبان” بجائزة قسم “نظرة ما” عام 2008. وأوضح المنظمون أن هذين المخرجين يشاركان لأول مرة في المسابقة الرسمية وكلاهما بفيلمهما الطويل الثاني.
أما الفيلم الثالث الذي أضيف للقائمة الأولية فهو “شجرة الكمثرى البرية” للمخرج التركي نوري بلجي جيلان الذي سبق وأن أحرز السعفة الذهبية عام 2014 عن فيلمه “نعاس الشتاء”.
وإلحاق أفلام في مرحلة ثانية لا علاقة له بقيمتها حيث ذكر المندوب العام للمهرجان تيري فريمو أن الفيلم الفائز السنة الماضية بالسعفة الذهبية، وهو “المربع” للسويدي روبن أوستلوند” كان قد أضيف بعد الإعلان الرسمي.
وأشار مهرجان كان إلى أن لجان اختيار الأفلام شاهدت في هذه الدورة 1906 أعمال من أجل انتقاء 21 منها في نهاية المطاف.
استضافة مخرجين يواجهان وضعا صعبا في بلاديهما
ويشارك في هذه النسخة الـ71 للمهرجان، والتي تنطلق في الثامن من أيار/مايو الجاري، الفرنسي السويسري جان لوك غودار والإيطالي ماتيو غارون والأمريكي سبايك لي (الذي لم يحضر إلى كان منذ عشرين عاما) والبولندي بافل بفليكوفسكي واللبنانية نادين لبكي والياباني هريكازو كوري إيدا وغيرهم. وتمنح السعفة الذهبية مساء 19 مايو/أيار.
وغالبا ما تظهر فعاليات مهرجان كان أنها خير مرآة تعكس قضايا الساعة. فذكر فريمو بأن “مهرجان كان لطالما شكّل، كما تعلمون، فسحة للحرية، حرية الإبداع وحرية تنقّل المخرجين. وتاريخه حافل بأحداث من هذا القبيل”.
إذ يشارك في المسابقة الرسمية فيلمان للمخرجين المعارضين الإيراني جعفر بناهي والروسي كيريل سيريبرينيكوف. فيقدم الإيراني جعفر بناهي فيلم “ثلاثة وجوه” والروسي كيريل سيريبرينيكوف فيلم “الصيف”.
وأكد فريمو عند الإعلان الرسمي أن مهرجان كان والسلطات الفرنسية تعتزم الطلب من طهران بالسماح لبناهي بمغادرة إيران لتقديم فيلمه المشارك في المسابقة الرسمية.
ويمنع على بناهي الحائز سنة 1995 جائزة الكاميرا الذهبية التي تكرم أول عمل طويل لمخرج في هذا المهرجان العريق، السفر أو التصوير في بلده. وقد اعتقلته السلطات في سجن إيوين عندما دعي للانضمام إلى لجنة تحكيم المهرجان سنة 2010. وهي المرة الأولى التي يشارك فيها بناهي في المسابقة الرسمية. وسبق لبناهي أن أحرز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 2015 عن فيلم “تاكسي” الذي صور خلسة في طهران.
أما المسرحي والسينمائي الروسي كيريل سيريبرينيكوف فهو يخضع للإقامة الجبرية في موسكو منذ الصيف الماضي بعد اتهامه باختلاس أموال عامة، وهي تهمة مسيسية وفق العديد من السينمائيين نظرا إلى الرسائل المناوئة للسلطات الروسية المبطنة في أعمال هذا الأخير. ويروي “صيف” المشارك في كان 2018 قصة تأثير موسيقى الروك في الشباب في سبعينيات القرن الماضي تحت حكم الستاليني ليونيد برينجيف.
قال الناقد السينمائي جان ميشال فرودون إن “السينما تواكب الحساسيات السياسية المعاصرة ويسعى المهرجان إلى تعظيم أثرها وتقديم الدعم للفنانين الملاحقين في بلدانهم”.
ثلاث نساء في المسابقة الرسمية
تشارك ثلاث مخرجات في المسابقة الرسمية هذا العام، هن اللبنانية نادين لبكي عن “كفر ناحوم” والفرنسية إيفا هوسون عن “بنات الشمس” والإيطالية أليس روهفاشر التي تقدم فيلم “سعيد مثل لازارو”.
عدد النساء في هذه المسابقة ضعيف، وإن كان فريمو قد أكد أن المهرجان “منتبه ونشيط” في هذا المجال متابعا أن “أكبر مهرجان في العالم “يجب أن يكون مثاليا بشأن موضوع مثل هذا”. لكن يشار إلى أن رئيسة لجنة التحكيم هذا العام هي الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت، وهي السيدة الثانية عشرة التي تترأس هذه اللجنة، وينم قرار اختيارها عن عزم إدارة المهرجان على دعم جهود مكافحة التحرش الجنسي منذ تفجر فضيحة هارفي واينستين التي هزت قطاع السينما.
فكانت بلانشيت قد أطلقت مؤخرا مع نجمات سينمائيات أخريات مثل ناتالي بورتمان وميريل ستريب مؤسسة لمساعدة ضحايا التحرش الجنسي. وصرح رئيس المهرجان بيار لسكور مع تيري فريمو “يسعدنا أن نستضيف فنانة استثنائية ومميزة تثري بموهبتها وقناعاتها شاشات السينما يمكننا التعهد أنها ستكون رئيسة ملتزمة بقضاياها”.