لم يمر مسلسل La Casa De Papel الاسباني مروراً عادياً على سامر مخايل، هاوي المسلسلات والألعاب المبنية على الألغاز والمتاهات. بل خلّف لديه رغبة تجمع بين إعجابه بأحداث المسلسل وحبّه للمتاهات، فأسس Escape Plan، أول مشروع له في منطقة النقاش في بيروت، بالتعاون مع صديقيه جورج وماري.
تتطابق تفاصيل هذه اللعبة تماماً مع أحداث المسلسل الاسباني الذي عرض على نتفلكس في العام 2017، والذي يدور حول شخص غامض ملقب بـ”البروفيسور”، يقوم بالتحضير لأكبر عملية سرقة على الإطلاق، من خلال الاعتماد على 8 شخصيات وخطة محكمة تمكنهم من اقتحام دار صك العملة الإسبانية وسرقة 2.4 مليار يورو، في ظل ظروف تشويقية ودرامية.
لم يصرّح سامر (23 سنة) بتفاصيل اللعبة كي لا يحرق متعة الراغب في التجريب. إلا أنه أوضح أنّ المكان مشابه إلى حدّ كبير لدار صك العملة في المسلسل، وأنه على الفريق المؤلف من أربعة إلى خمسة أشخاص ارتداء الزي الأحمر الشهير وقناع الرسام الاسباني سلفادور دالي، لجمع أكبر كمية من المال في مدة 60 دقيقة، رغم العواقب والتحديات التي ستواجه الفريق، وذلك مقابل 25 دولاراً للفرد.
افتتح المشروع في شهر أيلول 2018، بعد تحضير دام لشهرين، تضمن تجهيز المكان وتأهيله، وتأمين الاحتياجات اللازمة لمطابقة تفاصيل المكان مع المشهد الحقيقي، هذا بالإضافة إلى تأمين الملابس المخصصة، وخلق الألغاز والتحديات التي سيمرّ بها الفريق في اللعبة.
يقول سامر لـ”المدن” إن فترة الإعداد لم تكن سهلة، بل تطلبت جهداً مكثفاً من المؤسسين الثلاثة. إلا أن أسهل ما في الأمر كان الترويج للفكرة. إذ إن اهتمام الناس وحبهم المسلسل وشخصياته انعكس إيجاباً على مشروعهم، فكان زي “برلين” (إحدى شخصيات المسلسل) الأحمر وزملائه خير إعلان للعبة.
يوجد العديد من الألعاب التشويقية في لبنان، والتي تعرف بـEscapes، منها Escape The Room في الجميزة، وهي عبارة عن قلعة قديمة يسجن الفريق فيها لمدة ساعة وعليه حلّ العديد من المعضلات والألغاز للتمكن من الهرب. كذلك Master Escape وEscape Hour وغيرها. إلا أن فكرة سامر وأصديقيه كانت جديدة، إذ إنها الوحيدة المرتبطة بشخصيات تلفزيونية أحبتها الجماهير وارتبطت بها، خصوصاً البروفيسور وبرلين، في مسلسل تميّزت أحداثه بالتسلسل المنطقي والتشويق في نهاية كل حلقة.
يشرح سامر أنه مع بداية مشروع Escape Plan، كانت توقعاته لا تتعدى الفريق الواحد لليوم، أي 30 فريقاً للشهر الأول. إلا أن أرباحهم تخطت الضعف، فكان الإقبال كثيفاً، وترافق ذلك مع ردة الفعل الإيجابية. واللافت أن الرواد لم يكونوا عشرينين فحسب، بل راوحت أعمارهم بين 15 و50 سنة، ومعظهم من متابعي المسلسل. إلا أنه يؤكد أن مشاهدة الحلقات لا تؤثر على اللعبة، ولكن لا ينفي المتعة الزائدة التي سيشعر بها محبو Casa De Papel. يضيف: “كنت أتمنى لو لم أكن مصمم اللعبة، لأتمكن من خوض هذه التجربة”.