أبو ظبي، 5 أكتوبر 2017 – وصل وزراء السياحة من دول مجلس التعاون الخليجي إلى قرار بالإجماع بتعيين مدينة العين عاصمة السياحة لخليج العام 2025. جاء هذا الإعلان الهام خلال الاجتماع السابع لوزراء السياحة والمساعدين الخليجيين، الذي استضافته محافظة الظاهرية في ولاية منح بسلطنة عمان على مدى يومين. شاركت الوفد الإماراتي، بقيادة سعادة عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، بنشاط في هذه العملية اتخاذ القرار.
أكد سعادة بن طوق قائلاً: “انتخاب العين عاصمة السياحة لخليج العام 2025 يؤكد القيادة الإماراتية كوجهة سياحية متميزة ويعكس الثقة التي تحظى بها الدولة كوجهة سياحية مستدامة. العين تتمتع بمميزات سياحية مميزة.” ووجه دعوة لنظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي لزيارة الإمارات العربية المتحدة والعين لاستكشاف المناظر السياحية الخلابة والتعرف على الخدمات السياحية المتقدمة والتطورات التي حققها قطاع السياحة في الإمارات العربية المتحدة، والتي قوضت مكانتها الإقليمية والعالمية.
وأشار سعادته أيضًا إلى أن قطاع السياحة في مجلس التعاون الخليجي يواجه تحديات تعيق نموه واستدامته وازدهاره. تشمل هذه التحديات إجراءات سفر السياح بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتطوير البنية التحتية الذكية للسياحة في الخليج، والتغييرات الاقتصادية التي تؤثر على السياحة الدولية، ليس فقط في الخليج ولكن عالميًا.
وأضاف سعادته: “زيادة التعاون وتنسيق الإجراءات المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي خلال هذا الاجتماع ضرورية لتحسين آفاق نمو قطاع السياحة في مجلس التعاون الخليجي ورفعه إلى مستويات أكثر مرونة واستدامة.” وهذا سيشمل تبسيط حركة وفود السياح بين دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز الاتصالات الإلكترونية والبيانات السياحية الرقمية استنادًا إلى أفضل الممارسات الدولية، مما يسهم في تطوير البنية التحتية الذكية الرائدة للسياحة في الخليج.
وأشار سعادته إلى أن الأحداث والمؤتمرات الدولية الأخيرة التي نظمتها دول مجلس التعاون الخليجي أثرت بشكل كبير على السياحة داخل الخليج وجذبت عددًا كبيرًا من الزوار الدوليين إلى الخليج. مثال بارز على ذلك كانت كأس الخليج التي نظمتها دولة قطر الشقيقة، حيث استغلت دول مجلس التعاون الخليجي هذا الحدث للترويج للسياحة وزيادة معدلات اشغال الفنادق. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الإمارات العربية المتحدة في تعزيز حركة الطيران المدني من خلال تشغيل رحلات للزوار الدوليين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى قطر خلال هذا الحدث العالمي.
في هذا السياق، استضافة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر الثامن والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة-إطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في الشهر المقبل من المتوقع أن تكون لها تأثير إيجابي على تحسين نمو السياحة داخل الخليج.
أكد سعادة عبد الله بن طوق التزام الإمارات العربية المتحدة بدعم الجهود المستمرة في الخليج لتعزيز التعاون في قطاع السياحة. وذلك من خلال المساهمة في تنفيذ مبادرات واستراتيجيات وبرامج سياحية مشتركة تعزز التعاون في مجالات متنوعة من القطاعات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية والإنسانية.
وأواصل سعادته: “قطاع السياحة في الإمارات العربية المتحدة قد أحرز تقدمًا كبيرًا في تطوير سياسته وبنيته التحتية وفقًا لأفضل الممارسات الدولية. وقد أطلق مبادرات واستراتيجيات لنمو قطاع السياحة، وأهمها الاستراتيجية الوطنية للسياحة، التي تشمل استثمارات في مجموعة متنوعة من المجالات السياحية وإنشاء مشاريع سياحية في مختلف إمارات الدولة، متماشية مع أهداف الرؤية 2031 لدولة الإمارات.”
أكد سعادته مرة أخرى أن تطوير ونمو قطاع السياحة هما أولويات وطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة. لذا، فإن الإمارات ملتزمة بالتعاون الوثيق مع نظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي لتسريع تحقيق مشاريع سياحية مشتركة وتحقيق الأهداف المرغوبة المحددة في استراتيجية السياحة للخليج. تهدف هذه الجهود المشتركة إلى زيادة مرونة واستدامة السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدث سعادة عبد الله بن طوق عن مجموعة من المؤشرات التي تسلط الضوء على الدور الحيوي والمهم لقطاع السياحة في تعزيز نمو اقتصادي مستدام لدول مجلس التعاون الخليجي. وفقًا لتقارير مجلس السفر والسياحة العالمي والمركز الإحصائي الخليجي، بلغت مساهمة قطاع السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 171.4 مليار دولار في عام 2022، ممثلة أكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة. قدم قطاع السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 3.4 مليون وظيفة، تمثل أكثر من 12% من سوق العمل الخليجي.
يُعتبر الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بشكل مجتمعي واحدًا من أهم الأسواق السياحية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يمثل العملاء من دول مجلس التعاون الخليجي 11% من إجمالي نزلاء الفنادق في الإمارات العربية المتحدة. علاوة على ذلك، يلعب قطاع السياحة في الخليج دورًا مهمًا في دعم القطاع السياحي العالمي، حيث استقبل حوالي 6.6 مليون سائح في عام 2021، ممثلين حوالي 47% من العدد الإجمالي للسياح الدوليين.
أعرب سعادة عبد الله بن طوق عن شكره للسلطنة الشقيقة عمان على استضافة هذا الاجتماع المثمر وأشاد برئاستها خلال الاجتماع. وقال: “نثق في قدرة سلطنة عمان الشقيقة على إحداث إضافة نوعية لجهود التعاون الم