أغلق مهرجان كان السينمائي لعام 2024 بإطلالة رائعة مع تتويج فيلم “أنورا” لشون بيكر بجائزة البالم دور المرموقة. فلم بيكر، الذي يستكشف بجرأة وحيوية الحب والطموح وتوقعات المجتمع، سحر الجمهور والنقاد على حد سواء، مؤكداً مكانته كواحد من أبرز الأفلام في المهرجان.
وتدور أحداث “أنورا” في إطار مدينة نيويورك، حيث تتبع رحلة فتاة مرافقة شابة تحلم بالزواج من عائلة ثرية. وبينما تتنقل في تعقيدات العلاقات وديناميات السلطة، تجد نفسها تواجه عقبات وتحديات غير متوقعة تهدد بتعثر خططها. مع طاقتها الحركية وبصمتها الحادة وملاحظاتها المؤثرة، يقدم “أنورا” رؤية جديدة وجذابة لموضوع الحلم الأمريكي الذي لا يزال محورياً عبر العصور.
بالنسبة لشون بيكر، الذي تضمنت أعماله السابقة “تانجرين” و “بروجكت فلوريدا” إعجاب النقاد، فإن فوزه بجائزة البالم دور يمثل إنجازًا رائعًا في مسيرة حياته المهنية التي اتسمت بالسرد الجريء والتصوير السينمائي المبتكر. وفي خطابه بعد تسلم الجائزة، خص بيكر الجائزة “لجميع عمال العالم، السابقين والحاليين والمستقبليين”، معترفاً بأهمية التضامن والرحمة في عالم متفاوت التقسيمات.
ثناه اللجنة التي يرأسها الممثلة والمخرجة المشهورة جريتا جيرفيج “أنورا” على رؤيته الجريئة وشخصياتها النابضة بالحياة والأداء المثير. من تصويره الحركي إلى النغمة الموسيقية العدوانية، يمثل الفيلم انتصاراً للتعبير الفني والتعاون الإبداعي.
بالإضافة إلى مزاياه الفنية، يشكل “أنورا” أيضًا بيانًا قويًا عن أهمية التمثيل والاحتواء في السينما. كما لفت بيكر نفسه الانتباه إلى أن الفيلم يسلط الضوء على حياة الأفراد المهمشين ويتحدى المفاهيم التقليدية للجمال والنجاح والوفاء.
الفائزون الآخرون في كان 2024:
- Grand Prix: “All We Imagine as Light” لبايال كاباديا
- جائزة اللجنة: “إميليا بيريز” لجاك أوديار
- أفضل مخرج: ميغيل غوميس عن فيلم “Grand Tour”
- جائزة خاصة: محمد رسولوف عن “بذرة التين المقدسة”
- أفضل ممثل: جيسي بليمونز في فيلم “أنواع اللطف” من إخراج يورجوس لانثيموس
- أفضل ممثلة: أدريانا باز، زوي سالدانا، كارلا صوفيا غاسكون، سيلينا جوميز في فيلم “إميليا بيريز” من إخراج جاك أوديار
- أفضل سيناريو: كورالي فارجيات لفيلم “المادة”
يمثل كل فيلم من هذه الأفلام صوتًا فريدًا وجذابًا في السينما المعاصرة، مع عرض لتنوع السرد وثراء التجربة الإنسانية. مع اختتام كان 2024، فإن هؤلاء الفائزين يقفون كشهادة على قوة السينما في أن تلهم وتثير وتوحد الجماهير من جميع أنحاء العالم.