صاحب السمو الملكي الملك يفتتح الدورة الثانية للفصل التشريعي السادس قام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم بفتح الدورة الثانية للفصل التشريعي السادس لمجلس الشورى ومجلس النواب بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس الوزراء.
تم الترحيب بجلالة الملك حمد بن عيسى بحفاوة من قبل أحمد بن سلمان الموسلم، رئيس مجلس النواب، وعلي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، عند وصوله إلى مركز عيسى الثقافي.
تم تشغيل النشيد الوطني وتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى جلالة الملك الكلمة الرئيسية التالية:
” باسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
إخوتي وأخواتي الأعزاء، أعضاء الجمعية الوطنية
من فضل الله، وبفضل هذا الوعي الوطني، تحافظ بلادنا على رأسها مرتفعة، مهما كانت التحديات صعبة، ويتم التغلب عليها في جميع الأوقات من خلال عزم شعبها واستقرار إرادتهم، واستمرارية مؤسساتها الدستورية بما في ذلك القضاء، الذي يتخذ قرارات مستقلة وحرص على مواصلة الإصلاحات وتحقيق الإنجازات على مستوى القضاء وحقوق الإنسان.
نحن نتقدم معا بنفس القوة والعزم، وروح وطنية تعرف فقط النصر والمكانة المتميزة للوطن للجميع، وهو الذي ورثنا مسؤوليته من مؤسسي دولته الحديثة، الذين كانوا صادقين في تحملهم القسم لله بتحمل مسؤولياتهم الوطنية بأفضل طريقة. ونحن وفيما يتعلق بواجبنا الجماعي للامتنان لهم، سنواصل العناية بذكراهم تكريماً لمساهماتهم، وليكنوا في سلام.
هذه مناسبة لنعبر عن فخرنا بما حققه المؤسسة التشريعية. لطالما أولينا تطويرها أولوية من وجهة النظر الشعبية. هذا النموذج الفريد سيبقى مستقلاً بإرادتكم وسيتحسن بمساهماتكم. لدينا الكثير لنحققه معًا.
في حين أننا نثني على أداء مجلس النواب، يجب علينا أيضًا أن نقدر جهود السلطة التنفيذية واجتهادها في الحفاظ على أعلى مستويات التعاون مع السلطة التشريعية. هذا التعاون المثمر يأخذ في اعتباره مصلحة البلاد ومواطنيها.
يجب أن نشيد أيضًا بالجهود الصادقة للحكومة، بقيادة وإشراف سمو الأمير ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، لتحقيق تطلعات الوطن من خلال نهج تعاوني، للحفاظ على مركز البحرين الريادي في التنمية، والحفاظ على مكانتها كمنصة للتقارب الفكري والحضاري بين الأديان والثقافات، وكوجهة تتسم بتراثها وشخصيتها العريقة في المدن والمناطق.
في هذا السياق، نوجه بوضع خطة عمل للحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية للمباني والمدن في البحرين. سنعمل، في هذا السياق، على إحياء قصر عيسى الكبير، الذي سيكون واحدًا من المقرات الرئيسية لأعمالنا. وسنعيد النظر في الأحياء المعروفة في مدينة المحرق، ونتطلع إلى عودة أهلها، احتفاءً بمجد الوطن في دولتنا الكريمة.
في ضوء حقيقة أن عالمنا يستمع فقط إلى صوت التحالفات القوية والمؤثرة في عملية التقدم، نواصل جهودنا لتعزيز العلاقات وتكامل المواقف على أسس راسخة من التناغم والاستشارة والتعاون الأخوي، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي وضمن جامعة الدول العربية. هذا شيء لم نتوقف أبدًا عن دعمه وخدمة مصالح دول وشعوب المنطقة، من أجل تحقيق تطلعات الخير والتقدم.
القضية العربية الرئيسية ستبقى أولويتنا القصوى. المملكة البحرين تحتفظ بموقف ثابت في دعم وتعزيز جهود السلام الشامل للوصول إلى حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية، يؤدي إلى حلاً بمبدأ الدولتين وفقًا لمبادرة السلام العربية، بطريقة تضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في تأسيس دولته المستقلة، مع القدس الشرقية كعاصمتها. جهود السلام وإنهاء التصعيد هما الخيارين الوحيدين في مواجهة التصاعد الحالي من أجل التوصل إلى الحلا المرجو.
في الختام، نعرب عن تقديرنا العميق لكل جهد وطني صادق يعمل على تعزيز الإنتاجية. نحيي ونقدر قواتنا المسلحة البواسل مع جميع وحداتها وجنودها، حيث يؤدون واجبهم بكل جدارة وشجاعة للحفاظ على سيادة مملكتنا وتقدمها. ستبقى تضحيات أبناء وطننا البواسل في دفاعهم عن الحق وانتصار الوطن محفورة إلى الأبد في وجداننا. نصلي إلى الله العلي القدير أن يبارك أرواحهم النقية في الجنة.
صاحب رئيس مجلس النواب ثم ألقى كلمة أعرب فيها عن أعمق شكره وامتنانه لجلالة الملك حمد على افتتاح الدورة الثانية من الفصل التشريعي السادس بالنيابة عن أعضاء مجلس النواب.
أكد على أن مجلس النواب سيستمر في تعزيز العملية الديمقراطية للمملكة وتحقيق مزيد من الانتصارات التنموية للوطن والمواطنين، لتحقيق الأهداف الوطنية التي توصلت إليها الإرادة الوطنية الشاملة بقيادة جلالة الملك، وذلك وفقًا للنموذج البحريني المستقل، مع الحفاظ على الموقف الوطني الموحد النابع من قيم ومبادئ المملكة.
أشار رئيس مجلس النواب إلى قدرة المملكة، تحت قيادة جلالة الملك، على التغلب على جميع التحديات والخروج بشكل أقوى وأكثر وحدة، تحت حكم القانون والمؤسسات الدستورية، بما في ذلك السلطات التشريعية والتنفيذية، والسلطة القضائية المستقلة وآليات حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن السلطة التشريعية ساهمت، بالتعاون مع الحكومة بقيادة سمو الأمير ورئيس الوزراء، في إصدار العديد من القوانين والتشريعات، ومتابعة خطة الحكومة التي تمت الموافقة عليها بالإجماع من قبل أعضاء مجلس النواب للمساهمة في تحقيق الإنجازات المتوقعة.
أكد رئيس مجلس النواب على أن العمل التشريعي والتنفيذي المشترك سيستمر في تنفيذ جميع القضايا التي تم التوصل إليها والموافقة عليها في الميزانية العامة للدولة.
شدد على الدور الحاسم للسلطة التشريعية في تعزيز النظام التشريعي لدعم خطط الحكومة وبرامج التنمية، وخلق بيئة مشجعة للاستثمار، وتحقيق أهداف خطة الانتعاش الاقتصادي وبرنامج التوازن المالي من أجل دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل عالية الجودة، والتي ستسهم في تحسين مستوى المعيشة للأسر البحرينية والمجتمع بأسره.
أكد رئيس مجلس النواب على العزم الثابت على مواصلة تطوير الأطار الحقوقي للإنسان في المملكة ودعم الآليات الوطنية، بعد صدور الأمر الملكي رقم 39 لعام 2023 الذي أعاد تطوير عمل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان نحو المزيد من الشفافية والاستقلالية والحياد، وفقًا لمبادئ باريس المتعلقة بوضع الهيئات الوطنية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى نجاح تنفيذ قانون العقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة وبرامج ومبادرات دعم حقوق الإنسان الأخرى.
رحب بإشادة جلالة الملك في كلمته بضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية العريقة للمملكة، مؤكدًا إعادة إحياء قصر عيسى الكبير واعتباره واحدًا من المقرات الرئيسية للعمل.
وشدد على التزام السلطة التشريعية بالنهج الملكي الهادف إلى تعزيز أركان الأمان والاستقرار، ودعم الدول والشعوب في حاجة، وذلك كواجب إنساني، مؤكدًا على حرصه على مواصلة مساعدة الإخوة والأصدقاء، وتعزيز العلاقات الثنائية استنادًا إلى الاحترام المتبادل والتقارب والتكامل، ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي والتقدم.
أضاف أن دبلوماسية البحرين البرلمانية الفعالة ساهمت في تعزيز مكانة البحرين ودورها، وأشار إلى استضافة المملكة للجمعية البرلمانية العالمية للانتربول في مارس 2023، حيث دعا جلالة الملك، أثناء خطابه أمام نواب العالم، إلى الموافقة على اتفاق دولي لجرم الخطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع أشكالها، بالإضافة إلى تعزيز السلام كخيار استراتيجي وحيد نحو عالم أكثر أمانًا وازدهارًا.
أعاد التأكيد على الموقف الثابت للمملكة في دعم القضية العربية الرئيسية والدعم للجهود المبذولة لتحقيق السلام العادل والشامل، من خلال التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
شدد على فخره بالإنجازات الواسعة التي تحققت بفضل رعاية جلالة الملك والمتابعة من قبل سمو ولي العهد ورئيس الوزراء.
أعرب عن فخره العميق بالجهود المتميزة والتضحيات الشريفة لأبناء البحرين البواسل، داعيًا إلى أن يريح الله تعالى أرواح الذين سقطوا أثناء أداء واجباتهم الوطنية المقدسة في الدفاع عن الوطن.