في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من يوليو/تموز، استضافت مدينة كان القمة الرياضية العالمية الافتتاحية، وهو حدث مهم جمع أبطال الرياضة ومحترفي صناعة الرياضة والمتحمسين من جميع أنحاء العالم. وقد سلطت القمة، التي أقيمت في قصر المؤتمرات المرموق في كان، الضوء على القوة التحويلية للرياضة ودورها الحاسم في المجتمع الحديث.
خلال هذين اليومين المكثفين، حضر المشاركون مؤتمرات ملهمة، وطاولات مستديرة مثرية، وحفل توزيع جوائز مرموق. وفر الحدث فرصة فريدة لاستكشاف كيف يمكن للرياضة ليس فقط تعزيز القيم العالمية مثل المثابرة والاحترام والتميز، بل وأيضًا لعب دور حاسم في القضايا العالمية مثل الصحة والبيئة والتماسك الاجتماعي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عمدة مدينة كان ديفيد ليسنار على أهمية هذا الحدث بالنسبة للمدينة، مشيرا إلى أن كان ليست مجرد وجهة رئيسية للأحداث الدولية ولكنها أيضا مدينة تحتل فيها الرياضة مكانة مركزية في حياة سكانها. وأعرب عن فخره باستضافة مثل هذا التجمع وسلط الضوء على كيف يمكن للرياضة، مثل الثقافة، أن تكون بمثابة رافعة للتحرر والتقدم الاجتماعي.
كما ألقى برنارد كايازو، مؤسس ورئيس القمة العالمية للرياضة، كلمة أمام الحضور، مذكراً إياهم بأن الرياضة أكثر من مجرد شغف. وتحدث عن القيم السامية للرياضة التي توحد الأفراد والأمم، واحتفل بهذه الروح العالمية، والتي لها أهمية خاصة في هذا العام الأولمبي.
برنامج 24 يوليو: المؤتمرات والعشاء الاحتفالي
المؤتمر الأول: كيف تصبح بطلاً؟
تناول المؤتمر الأول لهذا اليوم سبل تحقيق التميز الرياضي، مع شهادات مؤثرة من أبطال الرياضة حول رحلاتهم والتحديات التي تغلبوا عليها والدروس المستفادة. وقد أتيحت الفرصة للمشاركين لسماع قصص ملهمة وفهم الصفات اللازمة للتفوق في عالم الرياضة.
المؤتمر الثاني: كيف يمكن للرياضة أن تغير العالم؟ مستقبل الرياضة والأولمبياد
ووسع المؤتمر الثاني نطاق المناقشة من خلال دراسة التأثير الاجتماعي والثقافي للرياضة. وناقش المتحدثون مستقبل الحركة الأولمبية وكيف يمكن للرياضة أن تساهم في بناء عالم أفضل من خلال تعزيز القيم مثل الإدماج والتضامن والسلام.
حفل عشاء وتوزيع جوائز
كان حفل العشاء الذي استضافه جان فيليب لوستيك هو الحدث الأبرز في اليوم، حيث احتفى بالإنجازات في المجال الرياضي من خلال تقديم العديد من الجوائز. وكان المساء فرصة للاعتراف بالمبادرات الاستثنائية التي تساهم في تعزيز الرياضة وقيمها وتكريمها.
كلمة رئيس البلدية ديفيد ليسنارد:
وأعرب عمدة مدينة كان عن فخره وحماسه لاستضافة هذا الحدث الكبير، وحيا الأبطال الحاضرين، معرباً عن إعجابه وانبهاره بإنجازاتهم. وأكد أن مدينة كان، بتاريخها الغني بالأحداث الدولية، هي الوجهة المثالية لمثل هذه القمة، وشدد على أهمية الرياضة في المجتمع، سواء لدورها التحرري أو لقدرتها على توحيد الشعوب.
خطاب برنارد كايازو:
وقد أكد مؤسس القمة العالمية للرياضة على أهمية الرياضة كناقل للقيم العالمية. كما احتفل بقوة الرياضة في إلهام وتغيير حياة الناس، وأكد التزامه بتعزيز هذه القيم، وخاصة في هذا العام الأولمبي، من خلال جمع الشخصيات الرئيسية في عالم الرياضة العالمي.
تكريم الأبطال
شرف الحدث أحد عشر بطلاً، شاركوا برحلاتهم الملهمة ومساهماتهم في عالم الرياضة:
- فريدريك جوسينيه (الجودو) : حائز على الميدالية الفضية الأولمبية
- آلان برنارد (السباحة) : بطل أوليمبي، حائز على الميدالية الفضية الأولمبية، حائز على الميدالية البرونزية
- كلوي تريسبوش (التزلج على الجليد) : الحائزة على الميدالية البرونزية
- حسيبة بولمرقة (1500م) : بطلة أولمبية
- مارينا أنيسينا وجويندال بيزيرات (التزلج الفني) : أبطال أوليمبيون وحائزون على الميداليات البرونزية
- دومينيك بيريت (التزلج الحر) : أفضل متزلج حر في القرن العشرين
- رضوان أسلومان (ملاكمة) : دور الـ16
- سارة أورحمون (ملاكمة) : الحائزة على الميدالية الفضية
- جان ميشيل مونين (ركوب الدراجات) : بطل سباق المطاردة الأولمبي
- معز الأسين (مبارزة الكراسي المتحركة) : حائز على الميدالية البرونزية في فريق السيف
- فيكتوريا رافا (كرة طائرة) : حائزة على الميدالية البرونزية في فريق السابر
جوائز جلوب
- جلوب للعمل الرياضي الخيري : جريجوري كايازو، تحدي السباحة
- برنامج جلوب سبورتس السمعي البصري : “21 رياضة الحلول” من تقديم سارة وإخراج ديفيد بلوغ
- جلوب للإبداع الرياضي لتغيير العالم : آلان برنارد، شركة بول أون
- جائزة الجولدن جلوب لأفضل إنجاز رياضي مدى الحياة : تشارلز بييتري
برنامج 25 يوليو: طاولات مستديرة ومناقشات
المائدة المستديرة الأولى: تمويل مستقبل الرياضة
ناقشت هذه الجلسة أشكالاً جديدة لتمويل الرياضة، وقدمت وجهات نظر حول الفرص والتحديات التي تواجه أساليب التمويل الحديثة، وكيف يمكنها دعم تطوير الرياضة.
المائدة المستديرة الثانية: التقنيات الجديدة
ركزت المناقشات على تأثير التقنيات الجديدة على كيفية استهلاك الرياضة، واستكشاف الابتكارات التي تعمل على تعزيز تجربة المشجعين وتجعل الرياضة أكثر سهولة في الوصول إليها.
المائدة المستديرة الثالثة: تحسين الأداء
ناقش المتحدثون التقنيات والابتكارات التي تساعد الرياضيين على تحسين أدائهم، مع تسليط الضوء على الفوائد الصحية المرتبطة بهذه التحسينات.
المائدة المستديرة الرابعة: البيئة
تناولت هذه المائدة المستديرة دور الرياضة في حماية البيئة، وناقشت المبادرات البيئية والمسؤوليات البيئية للأحداث الرياضية.
رؤية للمستقبل
لقد أثبتت القمة العالمية للرياضة من خلال مؤتمراتها وطاولاتها المستديرة وحفلات توزيع الجوائز أن الرياضة ليست مجرد تسلية، بل هي ناقل قوي للتغيير الاجتماعي والثقافي، قادر على إلهام الأجيال وتجاوز الحدود.
لقد جمع هذا الحدث الأبطال والخبراء والمتحمسين حول قيم مشتركة، وأظهر كيف يمكن للرياضة أن تلعب دورًا محوريًا في بناء عالم أفضل. لقد ذكّرتنا الخطب الملهمة التي ألقاها عمدة المدينة ديفيد ليسنارد وبرنارد كايازو بأهمية الرياضة في حياتنا وإمكاناتها في تحويل المجتمعات.
إن نجاح هذه النسخة الأولى يضع الأساس لتقليد سنوي يعد بالنمو والتأثير بشكل إيجابي على عالم الرياضة وما وراءه. وبينما نطوي صفحة هذه القمة الرياضية العالمية الأولى، فإننا نضع في اعتبارنا الدروس المستفادة والاتصالات التي تم إنشاؤها، ونتطلع بشغف إلى النسخة التالية التي ستستمر في الاحتفال بقيم الرياضة وتعزيزها. عاشت الرياضة، عاشت كان!