في يوم تاريخي لا يُنسى، استيقظ السوريون في الداخل والخارج على خبر انهيار النظام السوري الذي حكم البلاد لأكثر من خمسين عامًا. لقد كانت لحظة فارقة، كما وصفها كثيرون، وبداية عهد جديد في تاريخ سوريا.
في صباح يوم الأحد، تمكنت القوات التي يقودها أبو محمد الجولاني من هيئة تحرير الشام (HTS) من السيطرة على العاصمة دمشق، في تحول سريع بدأ مع تحرير مدينة حلب قبل أقل من أسبوعين. كانت هذه الضربة القاضية التي قضت على حكم الأسد وأدى إلى سقوط النظام بشكل مفاجئ.
تم نقل رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي تحت حماية قوات الجولاني إلى مكان اجتماع حيث سلم السلطة، بينما أعلن المعارضون على شاشة التلفزيون الرسمي أن الرئيس بشار الأسد قد تم الإطاحة به وأن جميع المعتقلين السياسيين قد تم إطلاق سراحهم.
فجأة، أفادت التقارير أن بشار الأسد وعائلته قد وصلوا إلى روسيا، حيث منحهم الكرملين اللجوء السياسي. وقد أكدت الوكالات الروسية هذا الخبر، مشيرة إلى أن هذا القرار تم بناء على أسباب إنسانية.
في غضون ذلك، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر للجيش الإسرائيلي بفرض السيطرة على المنطقة العازلة على هضبة الجولان السورية. وقال نتنياهو: “لن نسمح لأي جهة معادية بترسيخ وجودها على حدودنا.”
وأضاف نتنياهو أن الأحداث في سوريا هي “نتيجة مباشرة للضغوط التي مارستها إسرائيل على إيران وحزب الله في المنطقة.”
من جانبها، دعت المملكة العربية السعودية إلى ضرورة التنسيق الدولي للحفاظ على استقرار سوريا ومنعها من الانزلاق إلى الفوضى. وأكدت وزارة الخارجية السعودية على دعمها الكامل للشعب السوري واختيارهم الحر.
“المملكة تدعو إلى ضرورة بذل الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها، ومنع تفككها وتدهورها إلى الفوضى.”
في الولايات المتحدة، أبدت إدارة الرئيس جو بايدن اهتمامًا بالتحولات في سوريا، وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب بالتعاون مع شركائها الإقليميين. وأوضح أن الولايات المتحدة ستواصل وجودها العسكري في شرق سوريا لضمان منع عودة تنظيم “داعش”.
من بريطانيا، رحب رئيس الوزراء كير ستارمر بسقوط النظام، معبرًا عن دعم بلاده للشعب السوري.
“لقد عانى الشعب السوري طويلاً تحت حكم الأسد الوحشي، ونحن نرحب برحيله وندعم جهود الشعب السوري في بناء مستقبل أفضل.”
وفي تركيا، دعا وزير الخارجية هاكان فيدان جميع الأطراف إلى التصرف بحذر في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
“ندعو جميع الأطراف المعنية إلى العمل بحذر لضمان استقرار المنطقة بعد التطورات الأخيرة في سوريا.”
وفي الوقت الذي يسود فيه الترقب، يتساءل العالم عما سيحدث في المستقبل لسوريا التي شهدت نهاية حكم استمر أكثر من نصف قرن.