سيعرض المخرج السعودي سعد طاهيته فيلمه الوثائقي القصير “ذاكرة عسير” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة. يسلط الفيلم الضوء على قضية هامة تتعلق بالهوية الثقافية وأهمية الحفاظ على تاريخ المنطقة المحلية من خلال شخصية محورية، وهو محمد المطالي، الذي كرّس حياته للعناية بمكتبة والده التي تحتوي على كتب ومخطوطات قديمة لا تقدر بثمن والتي تمثل صلة أساسية بتاريخ منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.
وفي حديث له مع وسائل الإعلام، شرح طاهيته موضوع الفيلم الذي يعكس أهمية الحفاظ على الثقافة المحلية من خلال تسليط الضوء على جهود المطالي. الفيلم الذي يستغرق 18 دقيقة يروي قصة المطالي، الذي يخصص جزءاً كبيراً من حياته في ترتيب وتصنيف كتب والده القديمة، وهو عمل شاق يهدف إلى حماية التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. هذه الوثائق القديمة تعد من المصادر الحيوية التي تكشف تاريخ عسير الذي لا يمكن إيجاده في أماكن أخرى.
وأشار طاهيته إلى مسيرته في عالم صناعة الأفلام الوثائقية التي بدأت منذ حوالي ثماني سنوات. وقال: “ما يلهمني دائماً هو قصة الناس وأماكنهم؛ فهي دافع قوي بالنسبة لي لصناعة الأفلام”. إن ارتباط طاهيته بهذه القصص، التي تعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان وموطنه، كان مصدر إلهام قوي لمشروعه الأخير.
وقد جذبته قصة محمد المطالي بسبب الإرث الكبير الذي يساهم المطالي في الحفاظ عليه. يؤمن طاهيته أن جهود المطالي سيكون لها تأثير أكبر في السنوات القادمة على ثقافة المنطقة. وأضاف طاهيته قائلاً: “الفيلم هو بمثابة امتداد وحفظ لجهوده التي بذلها طوال العقود الماضية”. المطالي هو شخص نشأ في أسرة علمية، ويمثل أعماله رسالة هامة للحفاظ على تاريخ وثقافة عسير عبر الكتب القديمة والمخطوطات النادرة. كما قام بتوثيق العديد من النقوش الصخرية القديمة والحصون التاريخية في المنطقة. في مشاريعه الأخيرة، يواصل المطالي اكتشاف أسماء الشوارع القديمة التي اندثرت، بهدف إعادتها إلى ذاكرة المجتمع المحلي.
يأمل طاهيته أن يساهم فيلم “ذاكرة عسير” في تعريف الجمهور الدولي بتاريخ وثقافة منطقة عسير، التي قد تكون غير معروفة للكثيرين خارج المملكة. وقال: “قد لا يكون الجمهور الخارجي على دراية كبيرة بمدى الثقافة والتراث الذي نملكه في بلادنا، خاصة فيما يتعلق بمنطقة عسير”. وأضاف: “الفيلم يعرض أحداثاً ومخطوطات تعود لمئات السنين، ويعرض طريقة حياة الناس في العصور السابقة”.
في الختام، أكد طاهيته أن صناعة الأفلام الوثائقية تعتبر من الأدوات الفعالة لنقل التراث الثقافي والحفاظ عليه للأجيال القادمة. وقال: “توثيق الثقافة والحياة البشرية سيخلق ذاكرة دائمة للمنطقة، مما يجعل هذه الأفلام خالدة”.