مع حرص إدارة حزب العمال على الوفاء بوعودها الانتخابية، تهدف هذه المبادرة الجديدة إلى ضمان حصول المرضى على وصول أسرع لاختبارات التشخيص والعلاجات الطبية، مع تحسين الكفاءة العامة للخدمة الصحية الوطنية.
الميزة الرئيسية لهذه الخطة هي إعادة هيكلة عملية الإحالة. بموجب النظام الجديد، سيتمكن المرضى من الحصول على إحالات لإجراء اختبارات وفحوصات ومسح مباشرة من أطبائهم العامين (GPs) دون الحاجة لرؤية أخصائي أولاً. تم تصميم هذا التغيير لتقليص التأخيرات غير الضرورية، مما يسمح للمرضى بالحصول على الرعاية التشخيصية بشكل أسرع. بمجرد إتمام هذه الفحوصات أو الأشعة، تهدف NHS إلى تقديم استشارات متابعة في نفس اليوم، مما يضمن حصول المرضى على النتائج في الوقت المناسب والخطوات اللازمة لمتابعة رحلتهم العلاجية. تعتبر هذه الطريقة المبسطة جزءًا من هدف الحكومة الأوسع لجعل NHS أكثر استجابة لاحتياجات المرضى وتقليل العبء العام على مقدمي الرعاية الصحية.
جانب آخر مهم من الخطة هو الجهد المبذول للحفاظ على قدرة NHS في التعامل مع الأمراض الموسمية والأزمات الصحية العامة مثل الأوبئة. من خلال تحسين مسارات الإحالة والعلاج، تأمل الحكومة في تحسين قدرة النظام على التكيف مع الطلب المتقلب، مما يضمن بقاء الخدمات الأساسية متاحة حتى خلال فترات الضغط العالي.
وضعت الحكومة هدفًا لتقديم الرعاية الروتينية لتسعة من كل عشرة مرضى في غضون 18 أسبوعًا، وهو هدف سيتحقق من خلال هذه الإصلاحات المقترحة. يهدف هذا الهدف الطموح إلى تقليص أوقات الانتظار الطويلة التي أصبحت سمة مميزة لـ NHS في السنوات الأخيرة، لا سيما منذ جائحة COVID-19.
رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي تعرض لانتقادات بسبب بطء وتيرة التغيير في القطاع العام، يواجه ضغوطًا كبيرة للوفاء بوعوده في مجال الرعاية الصحية. هناك زيادة في عدم الرضا العام عن إدارته، وتسعى الحكومة إلى إظهار أنها تتخذ إجراءات حاسمة لتحسين خدمات الرعاية الصحية. من المتوقع أن يقدم ستارمر يوم الاثنين مزيدًا من التفاصيل حول كيفية الوفاء بهدف أوقات الانتظار البالغ 18 أسبوعًا في خطاب طال انتظاره.
تركز حكومة حزب العمال أيضًا على تحديث تطبيق NHS، وهو أداة رقمية مصممة لمساعدة المرضى في التنقل عبر نظام الرعاية الصحية. بموجب الخطط الجديدة، سيمكن التطبيق المستخدمين من اختيار مقدمي الخدمة، وحجز المواعيد، والوصول إلى نتائج الاختبارات، كل ذلك في مكان واحد. حاليًا، يتم حجز نسبة صغيرة فقط من المواعيد عبر التطبيق، حيث يتم إحالة 8 في المائة فقط من خلال هذه المنصة أو موقع إحالات NHS. تأمل الحكومة أنه من خلال توسيع وظائف التطبيق وجعلها أكثر سهولة في الاستخدام، سيتم تشجيع المزيد من المرضى على استخدامه، وبالتالي تقليل الأعباء الإدارية وتحسين تجربة المرضى.
شدد وزير الصحة ويس ستريتن على أهمية إبقاء المرضى على اطلاع طوال رحلتهم العلاجية. وأكد أن الإصلاحات ستمكن المرضى من الحصول على مزيد من الخيارات والتحكم في مكان تلقي العلاج. بالإضافة إلى ذلك، ستمكن التغييرات NHS من تسريع التشخيصات وتمكين المهنيين في مجال الرعاية الصحية من علاج عدد أكبر من المرضى في وقت أقصر.
وقال ستريتن في بيان: “خطتنا ستصلح NHS بحيث يتم إبلاغ المرضى بالكامل في كل خطوة من خطوات رعايتهم، ويُمنح لهم الخيار المناسب للذهاب إلى مزود آخر للحصول على وقت انتظار أقصر، ويتم منحهم التحكم في رعايتهم الصحية”.
أحد الجوانب الرئيسية في الخطة هو تحسين تجربة المرضى. لتحقيق ذلك، تقدم الحكومة نهج “المعيار الذهبي” لخدمة العملاء للموظفين غير الطبيين في NHS، مثل موظفي الاستقبال. تشمل هذه المبادرة تدريبًا إلزاميًا لجميع الموظفين في الخطوط الأمامية في خدمة العملاء، بهدف خلق بيئة رعاية صحية أكثر دعمًا وكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، سيتعين على جميع المستشفيات الحادة تعيين “بطل تجربة المرضى” لضمان أن يتم إبقاء المرضى على اطلاع ودعمهم أثناء فترة انتظارهم.
بحلول نهاية هذا الفصل التشريعي، تأمل الحكومة في تقليص أوقات الانتظار من ما يصل إلى 18 شهرًا إلى 18 أسبوعًا فقط. تمثل هذه الخطة الطموحة جزءًا من استراتيجية أوسع لإصلاح NHS وجعلها أكثر استجابة لاحتياجات الجمهور. ومع ذلك، لا يزال التحدي أمام الحكومة كبيرًا، حيث تعمل على تجاوز القضايا الهيكلية والمالية التي أثرت على NHS لفترة طويلة.