في عالم الدفاع والأمن الذي يتطور بسرعة، هناك امرأة من الإمارات تسجل تاريخها من خلال إنجازاتها المبتكرة ومساهماتها. الملازم نوف البلوشي، عضو في شرطة دبي، حصلت مؤخرًا على تميز كونها أول إماراتية تكمل درجة الماجستير في تصميم وهندسة ومحاكاة نظم الدفاع من جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة. وهذا الإنجاز لا يقتصر على كونها رائدة في مجالها، بل يثبت أنها أول خريجة من قطاع الشرطة والأمن في الإمارات التي أكملت هذا البرنامج المتخصص للغاية.
وبصفتها جزءًا أساسيًا من مركز الأنظمة الجوية غير المأهولة في شرطة دبي (UASC)، تساهم نوف البلوشي في تطوير وتنفيذ التقنيات المبتكرة التي تغير الطريقة التي تعمل بها قوات الشرطة. مجال خبرتها في تصميم ومحاكاة السيناريوهات الافتراضية يلعب دورًا مهمًا في إعداد الضباط للتعامل مع السيناريوهات المعقدة، مع ضمان أن يتم التدريب في بيئة آمنة ومراقبة. تتيح هذه البيئات الافتراضية للضباط تحسين قدرتهم على الاستجابة للأزمات من خلال محاكاة التحديات الواقعية دون تعريضهم للمخاطر غير الضرورية.
البرنامج الذي أكملته نوف في أكاديمية الدفاع التابعة لوزارة الدفاع البريطانية هو مبادرة متطورة تهدف إلى تزويد المهنيين في قطاعات الدفاع والأمن بالأدوات اللازمة للتعامل مع المواقف عالية المخاطر. يتم تدريب المشاركين في البرنامج على تصميم ومحاكاة نظم الدفاع، وتنفيذ تدريبات على سيناريوهات معقدة، وتولي المناصب القيادية في المشاريع الدفاعية. ويؤكد البرنامج على أهمية التكنولوجيا، خاصة في مجال إدارة الأزمات، حيث يمكن أن تكون سرعة اتخاذ القرارات وتحقيق أقصى استفادة من الموارد هي الفارق بين النجاح والفشل.
بالنسبة للملازم نوف، بدأت رحلتها نحو هذا الإنجاز في سن مبكرة عندما زارت معرض دبي للطيران في سن الثالثة عشرة. أدى شغفها بالطيران إلى أن تتابع دراسة بكاليريوس في هندسة الطيران في جامعة خليفة. وبعد أن حصلت على أساس تعليمي قوي، انضمت نوف إلى شرطة دبي، حيث تمكّنت من دمج شغفها بالتكنولوجيا مع رغبتها في خدمة مجتمعها.
في دورها الحالي في UASC، تُكلف نوف بتوجيه الابتكار داخل القسم من خلال دمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات الطائرات بدون طيار في عمليات الشرطة. واحدة من أبرز مساهماتها هي مشروع تطوير شبكة الطائرات بدون طيار، الذي يهدف إلى ثورة في عمل الشرطة من خلال دمج المحاكاة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي في التدريب، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضمن سلامة أكبر لكل من ضباط الشرطة والمدنيين.
تنسب نوف نجاحها إلى الدعم المستمر من قيادة شرطة دبي وحكومة الإمارات. تقول: “إن كوني أول إماراتية وضابط شرطة أتخرج من هذا البرنامج المرموق هو شرف عظيم. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق دون رؤية ودعم قيادتنا التي تضع أولوية لتطوير موظفيها واستثمارها في نموهم وتعليمهم.”
لقد تم الاعتراف بإنجازاتها المبتكرة ليس فقط من قبل زملائها، ولكن أيضًا من قبل المسؤولين الكبار في شرطة دبي. وأشاد اللواء عبدالله علي الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات، بإلتزامها بالتميز، قائلاً إن التعليم المتخصص أمر أساسي لضمان استمرار فعالية قوة الشرطة. كما أعرب العميد تركي بن فارس، مدير الإدارة العامة للعمليات، عن تقديره لقدرات الملازم نوف الاستثنائية، مشيرًا إلى دورها في تعزيز اتخاذ القرارات تحت الضغط وتحسين الكفاءة التشغيلية.
قصة الملازم نوف البلوشي هي مثال رائع على كيفية أن التفاني والعمل الجاد والدعم يمكن أن يؤدي إلى التغيير التحولي في المجالات الشخصية والمهنية. إن إنجازاتها تعد مصدر إلهام قوي للشباب الإماراتي، خاصة النساء، اللاتي يطمحن لمتابعة مسيرتهن المهنية في مجالات الدفاع والأمن والتكنولوجيا. بينما تواصل الإمارات استثمارها في الابتكار وتطوير مواطنيها، تظل نوف البلوشي منارة للأمل للأجيال القادمة التي تسعى لوضع بصمتها في عالم أمن الدفاع.
إن تفانيها في وطنها وعملها واهتمامها المستمر بالمعرفة سيترك بلا شك أثراً دائماً في مستقبل قطاعات الدفاع والأمن في الإمارات. مع ظهور المزيد من القادة مثل الملازم نوف البلوشي، فإن الإمارات على طريقها لتصبح رائدة عالمية في ابتكار الأمن والتكنولوجيا والتميز التشغيلي.