أصبحت سيلينا غوميز، الممثلة الشهيرة ونجمة البوب، في الآونة الأخيرة محورًا للنقاش الحاد بعد أن شاركت فيديو عاطفي يتناول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة. معروفة بنشاطها الاجتماعي، لاقت رسالة غوميز المؤثرة على إنستغرام تفاعلًا واسعًا، ولكنها أيضًا أثارت جدلاً كبيرًا. كان الفيديو ردًا على سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وقد انتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار الإعجاب والنقد على حد سواء.
في الفيديو، كانت غوميز ترتدي ملابس سوداء وتظهر في منزلها على ما يبدو، حيث عبرت عن قلقها الشديد بشأن الوضع، مشيرة إلى معاناتهم بسبب هذه السياسة. وبينما كانت تكافح للسيطرة على دموعها، قالت: “أردت فقط أن أقول إنني آسفة. جميع شعبي يتعرض للهجوم. الأطفال… لا أفهم. أنا آسفة، أتمنى لو كان بإمكاني فعل شيء، لكنني لا أستطيع. لا أعرف ماذا أفعل. أعدكم أنني سأحاول كل شيء.” بالإضافة إلى كلماتها العاطفية، أضافت غوميز النص “أنا آسفة” مع العلم المكسيكي، مما يعكس ارتباطها الشخصي بالقضية.
على الرغم من أن الفيديو تم حذفه في وقت لاحق، إلا أنه كان قد أثار تأثيرًا كبيرًا، حيث انتشر بشكل واسع من خلال صفحات المعجبين، وجذب الانتباه من قبل مؤيدين ومعارضين. عبر المعجبون عن تضامنهم مع غوميز، وأشادوا بها لأنها تحدثت نيابة عن المتضررين من السياسة. ومع ذلك، تساءل بعض النقاد عن سبب تعاطفها الشديد مع المهاجرين غير الشرعيين في حين أنها مواطنة أمريكية، مشيرين إلى أن السياسة كانت تستهدف الأفراد الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، وليس مجموعات عرقية محددة. كما رفض البعض رد فعلها العاطفي ووصفوه بأنه “أداء”، مشيرين إلى أنه كان يتعلق أكثر بجذب الانتباه لها بدلاً من المناصرة الحقيقية للتغيير.
ردًا على الانتقادات، شاركت غوميز منشورًا آخر على إنستغرام، تدافع عن موقفها. كتبت: “على ما يبدو أنه ليس من المقبول إظهار التعاطف مع الناس”، وبدت متفاجئة من ردود الفعل السلبية. لكن هذا المنشور، مثل منشورها الأول، تم حذفه أيضًا بعد فترة قصيرة من نشره. لم يؤدِ قرارها بحذف المنشورات إلا إلى زيادة الجدل، حيث تساءل البعض عن سبب التراجع عن هذه التعبيرات العاطفية المخلصة.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها غوميز عن قضايا الهجرة. في عام 2019، كانت المنتج التنفيذي لفيلم وثائقي على نيتفليكس بعنوان العيش غير الموثق، الذي سلط الضوء على التحديات التي تواجهها العائلات غير الموثقة في الولايات المتحدة. تم الإشادة بالفيلم الوثائقي لقدرته على تسليط الضوء على معاناة العائلات المهاجرة، مما جعل غوميز تمثل صوتًا بارزًا في مناصرة إصلاح الهجرة.
بينما نالت مناصرتها إعجاب البعض، فقد جلبت أيضًا انتقادات من شخصيات مثل توم هومان، رئيس سابق لوكالة حماية الحدود الأمريكية. في مقابلة تلفزيونية، رفض هومان وجهة نظر غوميز، مؤكدًا أن العائلات المتضررة من الترحيل لم تكن مستهدفة بشكل غير عادل. وأصر على أن جهود تطبيق القانون كانت تركز على السلامة العامة وتهديدات الأمن القومي، وليس على معاقبة العائلات البريئة. وأكد رد هومان على الجدل القائم بشأن سياسة الهجرة في الولايات المتحدة، حيث تتباين الآراء بين أولئك الذين يدعون إلى تنفيذ أقوى للحدود وآخرين يطالبون بتطبيق سياسات أكثر رحمة تجاه المهاجرين.
لقد أثار الفيديو العاطفي الذي نشرته غوميز نقاشًا كبيرًا على الإنترنت، حيث سلط الضوء على الطبيعة المثيرة للانقسام لسياسات الهجرة في الولايات المتحدة، مما دفع إلى تقديم كل من الإشادة والنقد لموقفها. رغم أن العديد من الأشخاص رحبوا بشجاعتها في التعبير عن رأيها، انتقد آخرون موقفها. ومع ذلك، من الواضح أن الفيديو قد جذب انتباه الناس حول هذه القضية، وأثار مناقشات حول كيفية تأثير المشاهير على النقاشات السياسية.
الفيديو، رغم أنه تم حذفه، أبرز أيضًا حقيقة أن قضايا الهجرة في الولايات المتحدة تظل واحدة من أكثر الموضوعات المثيرة للانقسام في السياسة الأمريكية. القضايا المتعلقة بكيفية معالجة وضع المهاجرين غير الشرعيين وضمان الأمن على الحدود، لا تزال تثير الجدل بين أولئك الذين يطالبون بتطبيق صارم للقوانين، وأولئك الذين يدعون إلى سياسات أكثر إنسانية ورحيمة.
إلى جانب ذلك، يكشف الفيديو أيضًا عن التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي. في الوقت الذي أصبحت فيه المنصات الرقمية وسيلة رئيسية للتعبير عن الآراء ونشر الرسائل، فإن قرار حذف المنشورات لا يفعل سوى زيادة تأثيرها. كما أن هذه العلاقة المعقدة بين المشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي تجسد التحديات التي يواجهها المشاهير في المناصرة لقضايا سياسية حساسة.
من خلال هذا الفيديو العاطفي، أثارت غوميز وعيًا أكبر حول قضايا الهجرة، وركزت الضوء على معاناة العائلات غير الموثقة في الولايات المتحدة. وبينما تبقى الآراء منقسمة حول موقفها، فإن تصرفاتها أكدت مجددًا دور المشاهير في تحفيز النقاشات السياسية وتوجيه الانتباه إلى قضايا حقوق الإنسان.