في مهرجان كان السينمائي لعام 2025، أثبت جناح أفريقيا مرة أخرى أنه محطة أساسية للمهنيين العاملين في مجال السينما الأفريقية وسينما الشتات. ومن بين الشخصيات البارزة في هذا الزخم الدولي، تتألق فرانسيان أباسان باعتبارها قوة دافعة في تجديد المشهد السمعي البصري. فهي منتجة، ووكيلة مبيعات، ومستشارة، ومرشدة، وتجسد جيلًا جديدًا من المهنيين الملتزمين ببناء صناعة سينمائية أكثر شمولًا وطموحًا وترابطًا.
مسار غير تقليدي، وشغف واضح
بعد حصولها على شهادة في إدارة الأعمال، بدأت فرانسيان أباسان مسيرتها المهنية في عام 1998 في مجال المالية، كأمينة صندوق في أحد البنوك الفرنسية الكبرى. إلا أن شغفها بالسرد البصري والإعلام تغلّب على مسارها الأول. كانت نقطة التحول في حياتها المهنية من خلال تدريب استكشافي في شركة AB للإنتاج المتخصصة في برامج الأطفال، وزيارة مهنية مؤثرة إلى استوديوهات BBC في لندن.
انضمت لاحقًا إلى شركة Doc&Co في باريس، والمتخصصة في توزيع الأفلام الوثائقية، ثم أصبحت شريكة في تأسيس شركة الإنتاج والتوزيع الفرنسية Qwest Media في عام 2009، إلى جانب ثلاثة شركاء آخرين.
حققت Qwest Media شهرة دولية سريعًا، خاصة من خلال أول عميل لها في الهند، UTV، الذي اشترى حقوق IPTV لبرامج فرنسية وأوروبية. وقد برزت فرانسيان كوكيلة مبيعات، حيث عرضت أفلامًا وثائقية حائزة على جوائز (مثل Kinyarwanda الفائز بجائزة في مهرجان Sundance)، بالإضافة إلى محتوى للأطفال وأفلام طويلة في الأسواق الدولية الكبرى.
IWARA وطموح الرسوم المتحركة الأفريقية
في عام 2021، أسست فرانسيان شركة IWARA، التي تتخذ من ساحل العاج مقرًا لها، والمتخصصة في إنتاج أفلام الأطفال وتدريب المواهب الأفريقية في مجال الرسوم المتحركة الثنائية والثلاثية الأبعاد. وهي تؤمن إيمانًا عميقًا بأن الرسوم المتحركة الأفريقية تمثل كنزًا من الإبداع، وتكرس طاقتها بالكامل لتطوير هذا القطاع.
شاركت في إرشاد وتطوير استوديوهات الرسوم المتحركة والمبدعين الشباب في القارة، ومن بين مشاريعها: المشروع التجريبي Lina & Adam المدعوم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) في المغرب عام 2020 (بواسطة Langages du Sud)، وبرنامج إرشادي في تونس عام 2023 (Minassa)، ومبادرة عملية في عام 2024 بأبيدجان لدعم أول مخرجي الأفلام القصيرة بالتعاون مع BOOS’T ANIM.
صوت قيادي في جناح أفريقيا
بعد مشاركتها في 17 دورة من مهرجان كان، تعرف فرانسيان أروقة المهرجان جيدًا، ولكنها تجد في جناح أفريقيا المساحة التي تتناغم مع رؤيتها: فضاء للحوار العميق، وبناء المشاريع، وإبراز الأصوات الإبداعية المتنوعة.
في 16 مايو 2025، أدارت فرانسيان إحدى أبرز الندوات في الجناح:
“ازدهار الرسوم المتحركة الأفريقية: التحديات والفرص – كيف يتعامل الاستوديوهات والمبدعون والمنتجون الأفارقة مع الطلب المتزايد على محتوى الرسوم المتحركة”
المتحدثون: أبيل كوامي، أَمَثْ نداي
المُيسّرة: فرانسيان أباسان
تناولت الجلسة التحديات البنيوية، وإمكانات السوق، والوصول إلى التمويل، وازدهار أساليب السرد الهجينة في الرسوم المتحركة الأفريقية. وقد أدارت فرانسيان الحوار بفعالية وعمق، مما أتاح مساحة للمواهب الناشئة مع تسليط الضوء على التحديات الحقيقية التي يواجهها القطاع.
شبكة علاقات ذات هدف
تقول فرانسيان إن جناح أفريقيا هو “مكان نادر لبناء علاقات فريدة”، مشيرة إلى جاذبيته لجمهور واسع يمتد من شمال أفريقيا إلى الشتات الكاريبي، في بيئة تختلف عن الشبكات التقليدية والأكثر تقسيماً مثل MIPCOM أو Annecy.
وبصفتها عضوًا نشطًا في شبكة MédiaClub’Elles، تدافع فرانسيان عن نهج نسوي في القيادة الإعلامية، داعية إلى سرد قصصي شامل وتمثيل متوازن في جميع مستويات صناعة السينما.
محترفة تُحدث فرقًا
مستشارة، مرشدة، منتجة، وكيلة مبيعات، وقبل كل شيء عاشقة للقصص ورواة القصص — تواصل فرانسيان أباسان مساهمتها الكبيرة في ازدهار السينما الأفريقية. وفي سبتمبر 2024، سيتم تكريمها كـ سفيرة للحلول الأفريقية خلال أسبوع أفريقيا للحلول (SAS) في باريس والرباط، تقديرًا لجهودها والتزامها تجاه تطوير الصناعة.
تواصل فرانسيان أباسان بناء جسور دائمة بين القارات، والأجيال، وأشكال السرد المختلفة. في كان وما بعده، تساهم في تشكيل مستقبل ديناميكي ومستدام للسينما الأفريقية وسينما الشتات — قصة واحدة في كل مرة.
