على الرغم من أن القمة الأوروبية التي بدأت، أمس، في بروكسل لن تنتج حلاً أوروبياً لمسألة الهجرة، إلا أن ثمة اقتراحات كثيرة مطروحة على الطاولة مثل إنشاء منصات إنزال خارج أوروبا وهو اقتراح لا يزال غير واضح.
وحذّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، من أنّ مستقبل أوروبا على المحك في قضية الهجرة، قبيل انطلاق القمة الأوروبية. وقالت ميركل أمام مجلس النواب الألماني: «أمام أوروبا الكثير من التحديات، لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي»، داعية إلى حلول متعددة الأطراف بدل اتباع الدول الأعضاء نهجاً أحادياً.
ودقّت ميركل ناقوس الخطر من خطر أن تفقد أوروبا قيمها إذا اضطرت لاختيار الجانب الأمني والنهج الأحادي في مواجهة قضية اللاجئين، مضيفة: «إما أن نجد حلاً يسمح بأن يشعر الناس في أفريقيا وغيرها أن قيمنا توجهنا وأننا ندعو إلى التعددية وليس إلى الأحادية، وإما أن لا يعود أحد يؤمن بعد اليوم بقيمنا التي جعلتنا أقوياء، ثمة أمور كثيرة على المحك في ملف الهجرة».
وأعربت ميركل عن أملها في قيام تحالف للمتطوعين من الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لإبرام اتفاقات تسمح بإعادة المهاجرين إلى أول دولة تسجلوا فيها، مردفة:
«هذا ليس حلاً مثالياً بالتأكيد لكنه بداية لإدارة تحركات طالبي اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، الذين لا يملكون حق اختيار بلد الاستقبال». على صعيد متصل، حذّر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، قادة دول الاتحاد الأوروبي، من التسرّع في اتخاذ قرارهم بشأن إقامة منصات لاستقبال المهاجرين من دول شمال أفريقيا دون التشاور مع هذه الدول أولاً.
وقال: «أريد أن أشير إلى أننا هنا في بروكسل لا نستطيع أن نتخذ قراراً بالنيابة عن دول شمال أفريقيا»، مطالباً بعض القادة التحلي بضبط النفس لدى اتخاذ قرارات بشأن مراكز الهجرة خارج الاتحاد الأوروبي، مردفاً: «إذا كانت الرسالة هي أن الأفارقة سيفعلون ما نريده، إذن ستكون خاطئة، لا نريد أن نعطي انطباعاً أننا بمثابة استعمار جديد».
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إن على قادة دول الاتحاد الأوروبي العمل على التوصل لاتفاق بشأن حماية الحدود الخارجية، لكي يتمكنوا من الاقتراب للتوصل لحل للخلاف القائم بسبب الهجرة.