نحن نحب أن نرى مشاكلنا تعرض أمامنا على الشاشة الفضية، نحب أن نشاهد الطريقة التي يتعامل بها أبطال الفيلم مع مشاكلهم، وكلما وجدنا تشابهًا بيننا وبين الأبطال في طريقة حل المشكلة سواء بالغضب والتجاهل أو بالتقبل والمثابرة لإيجاد الحل، أحببنا الفيلم وازداد تعلقنا وشغفنا بمشاهدته أكثر من مرة، والمخرج الإيراني أصغر فرهادي يعلم هذه الحيلة جيدًا؛ فهو موهوب في تجسيد آلام الناس ومعاناتهم اليومية وخاصة في نطاق الدراما العائلية، كما شاهدنا في فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2011 A Separation، وكما نشاهد في فيلم افتتاح مهرجان كان 2018 Everybody Knows. إخراج: أصغر فرهادي سيناريو: أصغر فرهادي بطولة: بينيلوبي كروز، خافيير باردم، ريكاردو دارين مدة العرض: 133 دقيقة قصة الفيلم: الفيلم الذي ينافس على جائزة السعفة الذهبية لهذا العام، يبدأ بداية احتفالية تعرض اللمسات الأخيرة لحفل زفاف في قرية بالقرب من مدريد (إسبانيا)، بكل ما تحمله حفلات الزفاف من “هيصة” وفرحة وازدحام، من بين الحضور بالطبع شقيقة العروس لورا (قامت بدورها بينيلوبي كروز)، التي جاءت من بوينس أيرس مع طفليها وزوجها أليخاندور (قام بدوره ريكاردو دارين) لحضور الحفل، لظروف خاصة لم يتمكن الزوج من حضور الحفل؛ لتجتمع لورا بحبيبها القديم باكو (قام بدوره خافيير باردم) وتشتعل ذكريات الحب القديم من جديد، في الوقت ذاته يضيف فرهادي حبكة جديدة للفيلم؛ فأثناء الاحتفال الدائر بالعروس، يتم اختطاف ابنة لورا الكبرى، المراهقة كارلا من غرفة نومها في ظلمة الليل، وفي ظل تقاعس الشرطة في عملية البحث عن كارلا، يتولى باكو عملية البحث بنفسه بمساعدة محقق خاص يدعى إدوارد فرناندز الذي يرى أن كارلا اختطفت من قبل شخص ينتمي إلى العائلة أو أحد أقاربها.
أداء متقن جاء أداء خافيير باردم لشخصية باكو أكثر من متقن؛ فمن السهل أن تظن أنه بالفعل أتقن دوره، ساعده على ذلك سيناريو فرهادي الذي حاول بقدر المستطاع إبقاء تطورات الشخصية غامضة حتى اللحظات النهائية من الفيلم، إلا أنه على العكس تمامًا لم تصل بنيلوبي إلى نفس الإتقان بأداء واهٍ غير متماسك لا يليق بأم فقدت ابنتها، بشكل عام يمكن أن نصفها بالغريبة.
اختفاء فتاة فرهادي تناول من قبل قصة اختفاء فتاة في فيلمه About Elly: a rivetingly eerie mystery الذي صدر عام 2009، إلا أن فيلم Everybody Knows يتناول القصة بشكل أكثر تعقيدًا وإتقانًا، الفيلم جاء مخيبًا للآمال بعض الشيء، لأن خافيير وبينيلوبي معروفان بالكاريزما ووجود كيميا بينهما إلا أن العلاقة بينهما في هذا الفيلم بدت وكأنها درس إحصاء يحسبان فيه كل خطوة.