حالة من الجدل سيطرت على الأوساط التعليمية في قطر بعد الانتقادات التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي ضد بعض ما ورد في المناهج الدراسية التي أعدتها وزارة التعليم حديثا.
الانتقادات تركزت على عدة نقاط بالمناهج الجديدة كان أهمها ورود نماذج وطنية غير معروفة للطلاب في مرحلة الصف الأول الثانوي، ومطالبتهم بالكتابة عن إنجازات هؤلاء الأشخاص بينما لا يعرف الطلاب تلك النماذج التي أوردتها كتب الوزارة.
أما الانتقاد الأوسع فكان لبعض العبارات التي وصفها المنتقدون بأنها “ركيكة وخادشة للحياء” في منهج الصف السابع والتي تشرح الاحتلام عند الصبي، حيث يرى المنتقدون أن هذه العبارات لا تتناسب مع سن طلاب المرحلة الإعدادية، كما أن بها أوصافا دقيقة قد تدفعهم إلى التفكير في ما وراء الشرح.
الخبير القانوني محمد المناعي يقول إن هذه الدروس كانت موجودة بمناهج التعليم السابقة دون استخدام مثل هذه العبارات، وكان يتم تدريس تلك المواد بشيء من الحذر وأخذ الحيطة في استخدام مثل هذه المصطلحات أثناء الشرح للطلاب.
وأشار المناعي -في حديث للجزيرة نت- إلى وجود ألفاظ في المناهج غير مناسبة لثقافة وطبيعة المجتمع القطري المحافظ.
وطالب بإعادة مراجعة المناهج الدراسية التي تم تطويرها مؤخرا، وإنشاء لجنة وطنية لتنقيح وإعداد المناهج التعليمية تضم خبراء وأكاديميين، مع وضع معايير تراعي عمر الطالب والبيئة التي يعيش فيها والتدرج في توصيل المعلومة مع انتقاء الكلمات.
التطوير المنشود
وقال المواطن سعد الهاجري إن وزارة التعليم تبذل جهودا كبيرة في سبيل تطوير العملية التعليمية بالدولة، ولكن عليها أن تنظر إلى تلك الانتقادات بالشكل المطلوب وأن تقوم بتعديل هذه العبارات لأنها تشكل خطورة على الطلاب بهذه السن.
وأضاف الهاجري أن تطوير المناهج من وقت لآخر شيء صحي حتى تتواكب مع ما يحدث في العالم، ولكن لابد وأن يتناسب هذا التطوير مع العادات والتقاليد.
وزارة التعليم والتعليم العالي سرعان ما دخلت على خط الأزمة من خلال بيانين صحفيين، الأول اعتبر أن ظهور شخصيات قطرية شابة غير معروفة للكثيرين بمناهج الصف الأول الثانوي كان يهدف لوضع مثال أعلى أمام الطلاب ليقتدوا بهؤلاء الأشخاص الذين ثبت نجاحهم في حياتهم العملية.
ومع تصاعد الانتقادات بشأن ما ورد بكتاب التربية الإسلامية للصف السابع، أعلنت الوزارة لاحقا أنها أوعزت إلى المدارس بحجب بعض الكلمات التي وردت بذلك الكتاب.
وأضافت فوزية الخاطر أن الوزارة عملت منذ الأسبوع الماضي على إعادة صياغة بعض فقرات منهج المرحلة الإعدادية بما يتوافق مع الإطار العام للمناهج، دون المساس بوجود تلك المعلومات التي تناسب هذه السن لطلاب تلك المرحلة.
وبينت أن الوزارة انتبهت لهذا الموضوع قبل أن ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهت بالعمل على تعديل الصياغة بما يتوافق مع قيم المجتمع.
وتفاديا لأية انتقادات أخرى بعد تعديل تلك العبارات، دعت الوزارة الجمهور إلى مشاركتها الملاحظات والمقترحات حول مصادر التعلم التي تم تأليفها وتوفيرها خلال العام الدراسي الحالي.