وأصبح المعمار الهندي مصدر إلهام لعدد كبير من الراغبين في دراسة المعمار والوقوف على المعمار القديم في البلاد.
وللتعرف على المعمار الإثيوبي عموما وحكاية مدينة أديس أبابا مع المعمار الهندي على وجه الخصوص، التقت “العين الإخبارية” مكبيب جبرماريام، الخبير الإثيوبي في مجال الآثار بإدارة مدينة أديس أبابا للسياحة والثقافة، والذي بدأ حديثه قائلا:”إثيوبيا تتمتع بإمكانيات كبيرة من التراث التاريخي والثقافي العريق، خاصة العاصمة أديس أبابا التي تزخر بالتراث المعماري القديم”.
وأشار إلى أن أغلب المباني القديمة التي تم تشييدها في أديس أبابا هي من قبل علماء المعماريين الهنود مثل العالم المعماري الهندي الحاج قواس إلى جانب الأرمن.
وأوضح مكبيب جبرماريام أن الأساليب المعمارية التي تمارس في الهند هي نتيجة لدراسة وتنفيذ تقاليد البناء المعمول بها والتفاعلات الثقافية الخارجية.
ولفت إلى أن مكتب رئيس الوزراء في عصر الإمبراطور هيلا سيلاسي قام ببنائه علماء الهنود، وكان هذا المبنى مقره الرئيسي، وحاليا أصبح مقرا لسفارة الهند بأديس أبابا.
وأضاف أن مقر عمدة مدينة أديس أبابا أيضا كان للهنود دور في بنائه، وكان “ولد ساديق جوشو” أول عمدة لمدينة أديس أبابا بنى منزله على جبل فوري بشكل المعمار القديم أيضا.
وتابع الخبير الإثيوبي في مجال الآثار: “علاقة إثيوبيا بالهند علاقة قديمة بدأت بالعلاقة الدينية حيث تحتضن كل منهما الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وكذلك سوريا وأرمنيا ومصر”.
وأكد أن علاقات هذه الدول قوية وتتعاون فيما بينها في مختلف المواقف، وتتبادل الزيارات على كل المستويات بين الحكومات.
وذكر الخبير الإثيوبي أن “الهنود لديهم آثار معمارية كبيرة جدا، وأن كثيرا من المثقفين الإثيوبيين يشيدون بأعمال المهندسين الهنود، فمثلا القصر الجمهوري قام ببنائه المهندس الهندي الحاج قواس عام 1890”.
وأشار الخبير الإثيوبي إلى أنه من بين مميزات البناء والمعمار لدى الهنود بأديس أبابا وضعهم على رأس المنزل شكل القرن والزخرفة حول أسقف المنازل، وتركيب أبواب كبيرة وتزيينها وبذلك وضعوا بصماتهم في إعمار مدينة أديس أبابا القديمة.
وأشار الى أن بناء مكتب البريد الإثيوبي الكبير الذي يقع وسط مدينة أديس أبابا ومازال يقدم خدماته، تم بناؤه من قبل التاجر الهندي محمد علي، الذي جلب عددا من الهنود إلى أديس أبابا.
وكان الهندي محمد علي تاجرا معروفا حيث رافقه في أعماله التجارية عدد من الهنود في إثيوبيا وخاصة في مدينة أديس أبابا.