اكتشف علماء الفلك موجات راديو قوية من مجرة تبعد 8 مليارات سنة ضوئية
كانبيرا، 20 أكتوبر – لاحظ علماء الفلك من جامعة سوينبيرن في أستراليا تدفقا مكثفا بشكل لا يصدق من موجات الراديو الناشئة من مجرة بعيدة، والتي استغرقت 8 مليارات سنة ضوئية للوصول إلى الأرض. ويحمل هذا الاكتشاف القدرة على كشف أسرار هذه الظاهرة الكونية.
وأوضح العلماء أن الدفق الراديوي السريع عبارة عن انفجار موجات كهرومغناطيسية تدوم أقل من جزء من المللي ثانية، وتم التقاطه بواسطة تلسكوب SKA Pathfinder الأسترالي. وقد تم الكشف عن أن هذا الانفجار انبعث من مجرة أبعد بكثير من مصادر الانفجارات الراديوية السريعة المسجلة سابقًا، حيث تجاوزت 8 مليارات سنة ضوئية، وهو الوقت الذي كان فيه الكون أقل من نصف عمره الحالي.
وأعرب ريان شانون، عالم الفيزياء الفلكية والمؤلف المشارك للدراسة من الجامعة، عن دهشته قائلا: “إن حقيقة أن التلسكوب الموجود في غرب أستراليا كان قادرا على اكتشاف هذه الدفقات الراديوية السريعة أمر رائع حقا”.
وتابع: “لقد تمكنا من مراقبة هذه البقعة الصغيرة في السماء لمدة تقل عن جزء من المللي ثانية بعد أن سافر الانفجار 8 مليارات سنة ليتم ملاحظته. وقد حطم هذا الانفجار الراديوي الجديد الأرقام القياسية السابقة، حيث أطلق كمية غير عادية من الطاقة”. في أقل من جزء من المللي ثانية، أي ما يعادل ما تبعثه الشمس في 30 عامًا.”
وأوضح العلماء كذلك أن هذه الدفقات الراديوية السريعة التي اكتشفها التلسكوب الأسترالي تحمل توقيع المادة الزائدة. ومع ذلك، لا يزال الأمر يتطلب تسجيل عدد كبير من موجات الراديو لتحسين الحسابات المتعلقة بالمادة المفقودة.
من المحتمل أن تسلط هذه الموجات الراديوية الضوء على لغز آخر: كمية المادة الصلبة في الكون، والتي يعتقد أنها تمثل حوالي 5% من الكون، والباقي يتكون من المادة المظلمة والطاقة المظلمة. ومع ذلك، فإن التحدي يكمن في حقيقة أن أكثر من نصف نسبة الـ 5% من المادة الصلبة لا تزال بعيدة المنال.
ويشتبه العلماء في أنها موجودة داخل الشبكة الكونية، وهي شبكة من خيوط الغاز الرقيقة التي تربط المجرات ببعضها البعض، ولكنها منتشرة لدرجة أنها تظل غير محسوسة للتلسكوبات. يؤدي هذا الغاز، في الواقع، إلى تغيرات في الطول الموجي للانفجارات الراديوية السريعة.
يفتح هذا الاكتشاف الرائد آفاقًا جديدة لدراسة أكثر ظواهر الكون غموضًا، ويعد بكشف المزيد عن بنية الكون وتوزيع مادته.