معهد الشارقة للتراث يحتفل بعقدين من الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي
الشارقة، حقق معهد الشارقة للتراث إنجازاً هاماً من خلال الاحتفال بمرور 20 عاماً على توقيع اتفاقية اليونسكو لعام 2003 للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي. وأقيم هذا الاحتفال في مركز المنظمات التراثية العالمية التابع للمعهد، وتخلله سلسلة من الفعاليات والأنشطة بحضور جمع غفير من محبي التراث، بالإضافة إلى مسؤولي وموظفي معهد الشارقة للتراث.
حضر الاحتفال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث. وكرم خلال الحفل الدكتور عوض علي صالح، الباحث والمحاضر في التراث، تقديراً لمساهماته البارزة في تحقيق أهداف الاتفاقية خلال السنوات الماضية وتأثيره الكبير على أنشطة اليونسكو ككل.
وشدد الدكتور عبد العزيز المسلم في كلمته خلال الاحتفال على الدور المحوري الذي لعبته اتفاقية اليونسكو لعام 2003 في تعزيز مكانة الكنوز البشرية الحية وتحديد عناصر التراث الثقافي غير المادي للدول وعرضها على المنصات المحلية والإقليمية والدولية. .
وشدد على الجهود الكبيرة والسلسلة الطويلة من المطالب والاجتماعات والمتابعات التي كان لها دور فعال في تحديد المكان الصحيح للتراث الثقافي الإنساني غير المادي إلى جانب التراث المادي. وكان الهدف من هذه الجهود تصحيح ما تعرض له هذا التراث من تشويه وإهمال، على الرغم من قيمته الجوهرية في التراث الإنساني.
وسرد الدكتور عبد العزيز المسلم رحلة الجهود المبذولة لاستعادة كرامة هذا المكون الإنساني. وأشار إلى أن هذه الجهود بدأت في أوائل الثمانينات، حيث قدمت صورة شاملة ودقيقة للنضالات التي واجهها حاملو هذا التراث الذي يعتبر عنصرا قيما وأصيلا في التراث الإنساني العالمي. وأشاد بعمل مئات الباحثين والمتحمسين والمسؤولين الذين عملوا بلا كلل من أجل الارتقاء بمكانة التراث غير المادي، وغالباً ما يتعاونون مع مختلف المؤسسات الثقافية والتراثية في جميع أنحاء العالم. وأدى تفانيهم في النهاية إلى توقيع هذه الاتفاقية الدولية المهمة لحماية التراث الثقافي غير المادي.
وشدد على الدور الداعم الذي تقوم به وزارة الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تقوم بانتظام بإرسال وفود لحضور الاجتماعات التمهيدية التي سبقت توقيع الاتفاقية. وقد شارك الدكتور عبد العزيز المسلم شخصياً في بعض هذه الاجتماعات تقديراً للدور الفعال للدكتور عوض صالح الذي ساهم وحضر هذه اللقاءات باستمرار. وتوجت هذه الجهود بالتوقيع البهيج على الاتفاقية في 16 أكتوبر 2003، ثم تم تطبيق هذه الاتفاقية عمليا من خلال إعداد وتقديم العديد من الملفات الدولية والمشتركة، والتي أدت بنجاح إلى تسجيل مجموعة واسعة من الأصول البشرية غير المادية العربية والعالمية. عناصر التراث.
وقبل بدء الاحتفال، أتيحت للحضور فرصة استكشاف المعرض الذي يعرض عناصر التراث الثقافي في مركز منظمات التراث العالمية. كما تم تقديم عروض حية للحرف الإماراتية التقليدية، مثل “السدو” و”التلي”، إلى جانب جلسة سرد قصصية للصقار الشاب عبد الله جمال الحمادي، الذي تبادل رؤى وذكريات وتجارب من رحلاته في تدريب الصقور. .
كما تضمن جدول الاحتفال عرضا مرئيا آسرا قدمه مركز التراث العربي التابع للمعهد، سلط فيه الضوء على عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجلة لدى اليونسكو على مدى العقدين الماضيين. كما استمتع الحضور بالعروض الفنية الحية لرقصة “العيالة” التقليدية. بعد ذلك، أقيمت حلقة نقاش بعنوان “الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي: عقدان من التفاني”. وشارك في المناقشة الدكتور عبد العزيز المسلم، والدكتور عوض علي صالح، وعائشة الحشان الشامسي مديرة مركز التراث العربي بالمعهد. وفي إطار الاحتفالية، أطلق معهد الشارقة للتراث كتاباً جديداً بعنوان “عناصر التراث الثقافي غير المادي للدول الخليجية والعربية المسجلة في اليونسكو”.
