كيف يمكن لدولة أن تترك بصمتها في مهرجان كان بدون أن يكون لديها أي أفلام مختارة في المسابقة الرسمية؟ هذا هو التحدي الذي واجه الوفد الجزائري الذي وصل إلى الكروازيت بمهمة إعلان “عودة الجزائر”. ولكن بدون أفلام مختارة للمسابقة، هل كانت هذه المهمة محكوم عليها بالفشل منذ البداية؟
كانت التوقعات عالية، خاصة بالنسبة لدار النشر “إصدارات البرزخ”، التي كانت روايتان من إصداراتها جاهزتين للتكيف السينمائي وتمثيل الجزائر على الساحة الدولية. رواية كمال داود “مورسو، تحقيق مضاد” ورواية سمير تومي “الإمحاء” تم تحويلهما إلى أفلام بواسطة المخرجين مالك بن سمايل وكريم موساوي على التوالي. كان من المتوقع أن تبرز هذه الأفلام المواهب الأدبية والسينمائية الغنية في الجزائر. ومع ذلك، لم يتم اختيار أي من الفيلمين، مما أسفر عن خيبة أمل واسعة.
كان هذا الفشل في الاختيار نكسة ليس فقط لصانعي الأفلام، بل أيضًا للناشرين الجزائريين الذين كانوا يأملون في الاستفادة من الأضواء الإعلامية في كان لتعزيز شهرة الروايتين. دار النشر “إصدارات البرزخ” شعرت بشكل خاص بفقدان الفرصة للتواصل مع نظرائهم الفرنسيين، دار النشر “إصدارات POL”، التي كانت حاضرة بثلاثة أفلام في المسابقة الرسمية.
كريم موساوي، الذي تم اختياره مسبقًا في قسم “نظرة ما” في عام 2017، عبر علنًا عن خيبة أمله لعدم اختيار فيلمه “الإمحاء” هذا العام. وصف فيلمه الطويل الثاني بأنه “مغامرة إبداعية” وأشار إلى أن كسر القواعد التقليدية ربما كان عاملًا في استبعاده.
هذا الموقف يثير تساؤلات أوسع حول ما يتطلبه اختيار فيلم جزائري في كان. لماذا اختار المهرجان بعض الأفلام دون غيرها؟ ما هي القواعد غير المكتوبة التي يجب على صانعي الأفلام التعامل معها؟ هذه هي الأسئلة التي يجب على الوفد الجزائري معالجتها أثناء سعيهم لإعادة تأسيس وجودهم في كان.
على الرغم من هذه التحديات، فإن الجزائر مصممة على ترك أثر في المهرجان. سيستضيف جناح الجزائر مجموعة متنوعة من الفعاليات والمناقشات، بما في ذلك جلسات حول مواقع التصوير المحتملة في الجزائر وتكييف الروايات الجزائرية إلى أفلام. تهدف هذه الأنشطة إلى تسليط الضوء على المساهمات الثقافية والسينمائية الجزائرية بعيدًا عن الاختيارات الرسمية.
في النهاية، بينما يمثل كان محطة مهمة، فإن رحلة الجزائر السينمائية تتعلق بأكثر من مجرد الجوائز المهرجانية. إعلان “عودة الجزائر” الجريء لا يعني فقط العودة إلى كان، بل هو تأكيد على الإرث الثقافي والسينمائي الدائم للجزائر.