لم يمنع حلم ارتداء المعطف الأبيض، والتخرج بشهادة في الطب البشري، الشاب المصري رامي عمرو زيناتي، من الوقوف خلف الكاميرات، وممارسة هوايته في الإخراج السينمائي، الذي طالما مثلت حلماً له، منذ نعومة أظفاره، ليصبح رامي، وبعد تجارب عديدة، واحداً من أصغر المخرجين الذين يشاركون في فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي يتواجد فيه حالياً كمشرف على مجموعة من الأطفال الذين اجتهدوا في تحويل فكرتهم إلى فيلم سينمائي قصير، حمل عنوان «مستر هورس» (السيد الحصان) الذي يعرض ضمن دورة المهرجان الحالية.
تجربة
هذه المرة لا تعد الأولى التي يشارك فيها رامي بالمهرجان، فقد سبق له أن خاض التجربة خلال دوراته الماضية، الأمر الذي أكسبه مزيداً من الخبرة وعزز من حبه للفن السابع. وعن تجربته قال لـ «البيان»: فيلم «مستر هورس» لا يعد تجربتي الأولى في المهرجان، فقد سبق لي أن شاركت خلال السنوات الماضية، ولكن الفرق هذا العام يكمن في أنني توليت الإشراف على مجموعة من الأطفال الذين قاموا بإعداد سيناريو الفيلم وتصوير كافة المشاهد المتعلقة فيه، فصاحب السيناريو هي فتاة تدعى يارا، وطاقم التصوير كان مؤلفاً من مجموعة أطفال لا تزيد أعمارهم عن 16 عاماً، تكاتفوا جميعاً في سبيل أن يرى هذا الفيلم النور.
أفكار
رغم ما حملته هذه التجربة من تحديات وصعوبات، إلا أن رامي يصر على وصفها بـ «الجميلة»، حيث قال: «تحديات كثيرة واجهتنا خلال العمل على هذا الفيلم، بدءاً من طبيعة الفكرة وحضورها وإمكانية تطبيقها على الأرض، ومروراً بتصوير المشاهد، وتسجيل الأصوات، وليس انتهاءً بالمونتاج، ورغم ذلك اعتبرها تجربة جميلة كونها نابعة من بنات أفكار عدد من الأطفال الصغار، الذين يحلمون بدخول المجال السينمائي». وأشار إلى أن قصة الفيلم تدور حول «حصان كسول، دائم التفاخر بنفسه بسبب فوزه في عدد من السباقات، ولكن لم يدرك بأن كسله هذا أدى إلى خسارته، الأمر الذي يضطر المشرفون عليه إلى استبداله بواحد آخر، وهو ما أثار غيرة الحصان الكسول، ليعود إلى نشاطه السابق بغية تحقيق الفوز والتربع على عرش الصدارة مجدداً».
وقال رامي: الفيلم لا ينتمي إلى فئة «الأنيمشن»، وهذه إحدى الصعوبات التي واجهتنا لا سيما في عملية التصوير، خاصة وأن الأحصنة تلعب بطولة معظم مشاهد الفيلم، مبيناً أن عملية التصوير استغرقت نحو 3 أيام، بينما احتاجت عملية تجهيز السيناريو نحو أسبوعين، في حين استغرقت عملية إعداد الفيلم بالكامل نحو شهر. وعبر الزناتي عن فخره بهذه التجربة، مبدياً استعداده لتكرارها مرة أخرى.
توظيف
رامي عمرو زيناتي الذي يدرس حالياً الطب البشري في جامعة الشارقة، أشار إلى أنه فكّر ملياً قبل دخوله لهذا التخصص في دراسة الإخراج وصناعة الأفلام. وقال: «آثرت دراسة الطب البشري الذي أحبه أيضاً، وفي المقابل، فضلت أن أدعم خبرتي في الإخراج عن طريق الورش التدريبية، خاصة وأنني حالياً في مرحلة متقدمة في هذا المجال»، موضحاً أنه اعتاد توثيق بعض الأحداث والمناسبات «الطبية» بطريقته الخاصة. وقال: «لدي نية خلال المستقبل، أن أعمل على توظيف خبرتي في الإخراج والسينما في خدمة التوعية حيال بعض القضايا والأمراض، من خلال تحويل بعض القصص إلى مواد سينمائية».
جوائز تحفّز الإبداع في نفوس الناشئة
حصد رامي زيناتي ويارا زنداقي جائزة أفضل فيلم من صنع الأطفال عن فيلمه «مستر هورس»، وذلك بعد أن أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في ختام فعاليات دورته السادسة أمس فوز 8 أسماء عربية وعالمية من صنّاع الأفلام السينمائية بجوائز الحدث الذي نظّمته مؤسسة «فن» تحت شعار «فكّر سينما» خلال الفترة من 14 وحتى 19 من أكتوبر الجاري، بمشاركة 138 فيلماً من 31 بلداً. فيما نال «جندي الشوكولا» جائزة أفضل فيلم من صنع الطلبة لمخرجه جاكسون سميث، وحمل فيلم «1-0» لمخرجته ندى الأزهري جائزة أفضل فيلم عربي قصير.
أما جائزة أفضل فيلم دولي قصير فذهبت للفيلم «إيلين» لمخرجه أندي نيوبري، في حين جاء فيلم «السلة» لمخرجه سوريش إيريات أفضل فيلم رسوم متحركة، وتوّج فيلم «مفاجأة» من إخراج باولو باتريسيو بجائزة أفضل فيلم وثائقي، وفاز فيلم افتتاح المهرجان «زرافتي» لصانعته باربارا بريديرو بجائزة أفضل فيلم روائي طويل.
اكتشاف المستقبل
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير مؤسسة «فن» ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: إن الشارقة التي تمضي وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم وتوجيهات قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، عودتنا احتضان الأحداث والمبادرات الثقافية التي تسهم بالنهوض بأذهان الأطفال وتثري خيالهم ومعارفهم وتقودهم إلى اكتشاف المستقبل مدعمين بالمعرفة والإبداع والتسامح.